طنجاوي
اعترض الحرس المدني الإسباني قاربا مطاطيا عالي السرعة قرب شاطئ لا هيرادورا في ألمونيكار، مقاطعة غرناطة، ليلة الأحد، حيث كان على متنه اثنان وعشرون شخصا من أصول شمال أفريقية، من بينهم أربعة يُشتبه في كونهم قاصرين.
أفادت السلطات أن ركاب القارب قفزوا إلى البحر قبل وصولهم إلى الشاطئ، في محاولة للهرب قبل أن يعود القارب إلى الوجهة التي قدم منها. وألقت عناصر الحرس المدني القبض على المهاجرين على الفور، واقتادتهم إلى ميناء موتريل، نقطة الاستقبال الرئيسية للوافدين غير النظاميين في المنطقة.
المهاجرون تلقوا استقبالا من متطوعين من الصليب الأحمر الإسباني ، الذين أجروا لهم فحوصات طبية أولية للتأكد من سلامة صحتهم.
ووفقا لبيانات أولية جمعتها الشرطة، غادرت المجموعة شاطئا قرب الحسيمة، على الساحل الشمالي للمغرب، في مواجهة أمواج عاتية بسبب رياح قوية هبت في مضيق البوران. ونقلت مصادر محلية عن أحد الناجين قوله: "كنا خائفين من انقلاب المركب؛ لقد كانت الأمواج عاتية للغاية".
النقل إلى مركز الاستقبال
بعد إلقاء القبض عليهم، جرى نقل المهاجرين إلى الشرطة الوطنية الإسبانية ليلة الأحد-الاثنين. ووفقًا للإجراءات المتبعة، تم نقلهم إلى مركز الاستقبال المؤقت للأجانب (CATE) بميناء موتريل، حيث سيتم فحص وضعهم الإداري قبل اتخاذ أي قرار قضائي يتعلق إما بترحيلهم أو إبقائهم.
و يظل ساحل الأندلس أحد أهم منافذ دخول القوارب المنطلقة من شمال المغرب أو الجزائر. ورغم سوء الأحوال الجوية، تستمر عمليات العبور، مما يعرض حياة العابرين للخطر، الذين غالبا ما تتولى مسؤوليتهم شبكات التهريب العاملة على الساحل الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط.
تقول السلطات الإسبانية إنها تُواصل مراقبة ساحل البحر الأبيض المتوسط باستمرار، وأشادت بالتدخل السريع للحرس المدني، الذي حال دون وقوع مأساة إنسانية أخرى. وأكد مصدر أمني في غرناطة أن "كل عملية اعتراض هي، قبل كل شيء، عملية إنقاذ".
وبحسب وزارة الداخلية الإسبانية، وصل أكثر من 47 ألف مهاجر إلى إسبانيا منذ بداية العام، معظمهم عن طريق البحر، وهو رقم أعلى من نفس الفترة في عام 2024. وتعتقد السلطات أن ضغط الهجرة سيظل مرتفعا حتى استعادة الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في مناطقهم الأصلية.