طنجاوي _ يوسف الحايك
اعتبر يونس دافقير، رئيس تحرير القسم السياسي في صحيفة "الأحداث المغربية" أنه "في الموقف الجديد لإسبانيا من الحكم الذاتي هناك تفصيل صغير، تكاد لا تلحظه عين القارئ المتصفح، لكنه تفصيل جوهري ومهم جدا، هذا التفصيل يجعل الموقف الاسباني اليوم أكثر تقدما من موقف فرنسا وألمانيا".
وأوضح دافقير في تدوينة له أنه في هذا الموقف الإسباني الجديد هناك حرفان تطلبا اسابيع طويلة من التفاوض، إنهما حرفا "الألف" و"اللام" والذين تشير قواميس اللغة العربية إلى أنهما يلتقيان ليصبحا أداة تعريف : "ال...".
وأضاف أنه"في الموقف الإسباني الجديد لا نقرأ أن الحكم الذاتي "أساس" بل نقرأ أنه "الأساس". إنها ترد هنا على سبيل الحصر الذي يحصر تعددية الخيارات وليس على سبيل التعريف فقط".
واسترسل دافقير موضحا "لنفهم ذلك جيدا ينبغي أن نعود إلى التصريحات الفرنسية على سبيل المثال، هي تستعمل في الثناء على الحكم الذاتي "قاعدة" أو "أساس" مجردين من التعريف. وهذا يعني في اللغة الديبلوماسية، أنه من الممكن أن تكون هناك خيارات أخرى غير الحكم الذاتي".
ورأى أن ذلك "ليس مجرد لعب بالكلمات، أو حشو زائد لأحرف التعريف، فإضافة "ال ..." تطلب مفاوضات طويلة، وتوقفا لهذه المفاوضات قبل استئنافها".
وأبرز أن الصيغة الإسبانية التي اقترحت في البداية للإشارة إلى الحكم الذاتي هي " une base" وهي لا تختلف عن الموقف الفرنسي المتأخر، ولذلك لم تقنع المغرب الذي تشبت بصيغة أكثر تقدما هي "la base" ، لكن اسبانيا ستعود إلى اقتراح "comme base" وبدورها لم تقنع المغرب، وفي النهاية قبلت مدريد صيغة " la base" .
وتابع بالتأكيد على أنه "ولوضوح أكثر لمن لم ينتبه لأدوات التعريف، وكي لا تكون مجرد مصادفة لغوية، يضيف الموقف الإسباني، من باب التأكيد على تلك "ال..." أن الحكم الذاتي هو " الأكثر جدية وواقعية وموضوعية".
ولذلك، - يضيف دافقير- يبدو الموقف الإسباني اليوم أكثر تقدما في الحكم الذاتي من الموقفين الفرنسي والألماني.
ومما أشار إليه دافقير أنه "كان بالإمكان طي التوتر المغربي الإسباني مباشرة بعد الخطاب الملكي الذي مد فيه يد المصالحة لإسبانيا، لكن المغرب لديه اليوم مفهوم جديد لوضعية "الأزمة"، ويمكن أن نسميه ب"الأزمة المنتجة" أو "الأزمة كفرصة"".
واعتبر أن "هذا التصور هو ما جعل الديبلوماسية المغربية لا تنظر لهذه الأزمة كعبء ينبغي التخلص منه أو الخروج منه بسرعة، بل يتم تدبيرها بهدوء كما حدث مع ألمانيا ومع فرنسا قبل ذلك، وحتى في الوضع الأوكراني...".
وذهب إلى أن هذا التصور "يقوم على أن تجاوز الأزمة يقتضي تغيير المعطيات التي تسببت فيها، وإغلاق كل المنافذ التي يمكن أن تعود منها، ولذلك كان يمكن تجاوز الأزمة بالجمل الديبلوماسية العامة أو عقب التوجه نحو عرض زعيم البوليساريو أمام القضاء..."(...).
وخلص إلى أن هذا التغيير في الموقف الاسباني،"يجلب معه زبناء جدد للحكم الذاتي، أولئك الذين يتبعون موقف مدريد، ومن شأنه أن يضغط على الموقف الفرنسي الذي صار متقادما".