أخر الأخبار

خطير.. الحمامي يهدد الدولة ب 20 فبراير جديدة امام صمت مريب لولاية طنجة

محمد العمراني

 

لم يصدق الكثير ممن حضر اشغال الدورة الاستثنائية لمجلس جماعة طنجة، المنعقدة عصر يوم امس الخميس، انفسهم وهم يستمعون لمداخلة محمد الحمامي، رئيس مقاطعة بني مكادة، والبرلماني باسم حرب الاستقلال عن دائرة طنجة - أصيلة، حول تصميم تهيئة بني مكادة.

 

الحمامي لم يتردد في توجيه تهديد صريح للدولة المغربية من مغبة اندلاع احداث 20 فبراير جديدة، ستكون انطلاقتها من مقاطعة بني مكادة، في حالة ما إذا لم يتم اعتماد ما يسمى بتصاميم إعادة الهيكلة، التي تسمح بمنح رخص البناء لاصحاب البقع الارضية الصغيرة (50متر). بل إن رئيس اكبر مقاطعة في المغرب زاد من نبرة تهديداته الصريحة، معلنا انه سيعمل على تجييش وحشد الساكنة عبر السيارات والحافلات ونقلهم الى مقر الوكالة الحضرية لارغام السلطات على الانصياع لمطالبه.

 

الذين يعرفون الحمامي جيدا، سيلتقطون سريعا ان مداخلته رسالة ابتزاز موجهة لم يعنيهم الامر، مفادها : اطلقوا يدي في رخص البناء او انتظروا جحافل الغاضبين التي ستجتاح المدينة باشارة واحدة مني".

 

المتتبعون للشان المحلي بمدينة طنجة، وعلى الاخص مقاطعة بني مكادة، يدركون ان الحمامي وجد نفسه منذ عودته لرئاسة المقاطعة في مأزق كبير، لانه بنى حملته الانتخابية على التزامه القاطع للساكنة بكونه سيوقع رخص البناء لمالكي البقع الصغيرة، مقدما الوعود بانه سيعيد بني مكادة الى مرحلة 2015/2011، وهي ازهى مرحلة عاشها الحمامي في مسيرته الانتدابية. يكفى التذكير بان عنوانها الابرز كانت "الرخصة الحمامية"، التي غزت تراب المقاطعة، حومة حومة، زنقة زنقة، دار دار، حيث كانت هاته الرخصة بمثابة الدجاجة التي باضت ذهبا لايعد و لا يحصى، وبسببها استفحلت العشوائيات بتراب المقاطعة...

 

 لكن الذي حدث، ان الحمامي وجد نفسه منذ 8 شتنبر 2021 مكبلا بالقانون، وان الدولة عازمة على القطع مع سيبة ما قبل 2015، وجاءت وثيقة تصميم التهيئة بمثابة الضربة القاضية له، بعد ان تضمنت تغيير تنطيق مناطق إعادة الهيكلة الى مناطق مخصصة للتجزئات، يعني من (ZR إلى B1), هذا المعطى أفقد الحمامي قدرته على التحكم في تصرفاته، لانه يعني ببساطة ان مرحلة "التزوهير" قد ولت بغير رجعة، وان وعوده الزائفة ستنكشف للمواطنين، ولذلك اطلق العنان لنفسه، متوهما انه قادر على تخويف الدولة، مقدما نفسه ضامن استقرار بني مكادة، متناسيا أن الدولة قوية بموسساتها الدستورية، وقوية باركانها الضاربة في جذور التاريخ، وكل من تخيل في نفسه القدرة على العبث باستقرارها فمصيره مزيلة التاريخ.

 

المثير في الموضوع، ان الحمامي قبل سنة من انتخابات 8 شتنبر وهو يردد نفس التهديدات بصيغ مختلفة، بل وصل به الامر ان اطلق تصريحات اكد فيها انه هو من انقذ البلد من الانهيار في 20 فبراير، وله يرجع الفضل في عودة الاستقرار والهدوء الى مقاطعة بني مكادة!، دون ان يتجرأ رئيس قسم الشؤون الداخلية لولاية طنجة، الذي تجمعه به علاقة وطيدة، على رده إلى جادة الصواب، و "تجبيذ أذنيه"، وتحذيره من مغبة التمادي في عنترياته، وكان من نتائج هذا الصمت المريب لهذا المسؤول الترابي، الذي ألحق إساءة بالغة لهيبة الدولة، أن صنع الحمامي لنفسه صورة البطل الذي لا يتردد في تهديد الدولة، دون يتعرض للمساءلة.

 

لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه بحدة، متى رضع الحمامي حليب السباع، ومن أين استجمع كل هاته الجسارة، او الضسارة، حتى اصبح يتوهم نفسه انه من مقومات استقرار البلد، وضامن السلم الاجتماعي ببني مكادة؟!

 

للجواب على هذا السؤال ينبغي تفكيك العلاقة "المتينة" جدا، التي جمعت ولاتزال الحمامي برئيس قسم الشؤون الداخلية، منذ تعيين هذا الاخير بطنجة أواخر 2019 والى اليوم، وهذا ما سنعمل على إماطة اللثام عن جميع تفاصيله في مقال لاحق.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@