طنجاوي- وكالات
طوى العالم سنة 2022 واستقبل العام الجديد في أجواء غلبت عليها الاحتفالات في دول، بينما تأثرت أخرى بأسباب عدة منها الحرب والأوضاع الاقتصادية وشروط كوفيد.
وكانت أستراليا قد احتفلت بالعام الجديد، وهذه المرة بدون قيود، بعد الاضطرابات التي أحدثها كوفيد.
وأقامت سيدني، وهي واحدة من أولى المدن الكبرى في العالم التي تستقبل العام الجديد، عرضًا مبهرًا للألعاب النارية.
*كيف بدت احتفالات آسيا؟*
إلى ذلك، خرجت احتفالات في جميع أنحاء آسيا من الفلبين وتايلاند إلى الصين، التي عبّر البعض فيها عن خيبة أملهم بعد أن تسبّبت موجة من الإصابات بكوفيد في تعكير الأجواء الاحتفالية، وذلك مع تحول البلاد إلى التعايش مع الفيروس.
في المقابل، عبّر آخرون عن أملهم في أن تعود الصين في العام الجديد إلى حياة ما قبل الجائحة.
وقد تجمع الآلاف في وسط مدينة ووهان، لحضور العد التنازلي لبداية ما يأمل الكثيرون أن يكون عامًا أفضل بكثير من عام 2022، "الصعب" المليء بعمليات الإغلاق.
ووفقًا للتقاليد في المدينة الواقعة وسط البلاد، أطلق الكثيرون بالونات في السماء عندما دقت الساعة معلنة منتصف الليل. ووضع جميع الحاضرين تقريبًا كمامات.
أما في شنغهاي، التي شهدت إغلاقًا لفترات طويلة مثل العديد من المدن الصينية في 2022، فقد احتشد الكثيرون في ممشى البوند التاريخي المطل على النهر.
وفي هونغ كونغ، وبعد أيام من رفع القيود المفروضة على التجمعات، تجمّع عشرات الألوف من الناس بالقرب من ميناء فيكتوريا للعد التنازلي لبدء الاحتفالات، حيث انبعثت الأضواء من بعض أكبر المباني المواجهة للميناء.
بدورها، ألغت الحكومة الماليزية العد التنازلي وإطلاق الألعاب النارية في ميدان الاستقلال بكوالالمبور، بعد أن أدت الفيضانات في البلاد إلى نزوح عشرات الآلاف وتسبّب انهيار أرضي في مقتل 31 شخصا.
وكان برجا بتروناس الشهيران أعلنا أنهما سيقلصان الاحتفال مع إلغاء العروض الفنية والألعاب النارية.
*حظر تجول ورسائل تحذيرية*
إلى ذلك، ودّعت أوروبا عامًا شهد اندلاع حرب كبرى بعد الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير؛ ولا تلوح في الأفق نهاية لهذا الصراع.
وفي أنحاء أوكرانيا، استمر فرض حظر التجول من السابعة مساء حتى منتصف الليل.
ونشر عدد من حكام المناطق رسائل عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحذر السكان من كسر القيود في ليلة رأس السنة الجديدة.
وتوقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الانتصار على روسيا في الحرب العام المقبل، قائلًا في رسالة مكتوبة بمناسبة العام الجديد: إن "ذلك سيتحقق من خلال العمل الجاد وليس المعجزات، فضلًا عن مساعدات الشركاء الأجانب".
أما في روسيا، حيث كان سكان موسكو قد استعدوا في وقت متأخر من مساء السبت للاحتفال بليلة رأس السنة دون الألعاب النارية والاحتفالات المعتادة في الساحة الحمراء، فقد عبّر الكثيرون عن رغبتهم في أن يحل السلام في عام 2023.
وفيما عزت السلطات إغلاق الساحة الشهيرة وسط العاصمة للقيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا، سار الناس في الشوارع المبللة وتأملوا أسواق عيد الميلاد وواجهات المتاجر المضاءة بالأنوار الساطعة والأشجار المزينة.
بدوره، كرّس الرئيس فلاديمير بوتين رسالة بالفيديو بمناسبة العام الجديد لحشد دعم الشعب لقواته، التي تحارب في أوكرانيا.
وقال إن روسيا تقاتل هناك لحماية "وطننا الأم والحق والعدالة.. حتى يتسنى ضمان أمن روسيا".
*العروض في باريس ولندن*
وفي فرنسا، نظمت باريس أول عرض للألعاب النارية احتفالًا بالسنة الجديدة منذ عام 2019، بعد أن ألغت العروض في عامَي 2020 و2021 بسبب كوفيد.
وفي بريطانيا، شهدت لندن عرض الألعاب النارية، التي أضاءت السماء فوق ساعة بيغ بن وعين لندن بعد منتصف ليل أمس.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أكد في رسالته بالفيديو بمناسبة العام الجديد أن مشاكل بلاده "لن تتلاشى" خلال عام 2023.
ولفت إلى أن الحكومة البريطانية اتخذت أخيرًا قرارات "صعبة إلا أنها عادلة"، من أجل "السيطرة على القروض والديون".
يُذكر أنه بمناسبة الأعياد، تلقى آلاف الأشخاص في بريطانيا رسالة نصية "مرعبة"، أحدثت حالة من الذعر لم تلبث أن تحولت إلى سخط وغضب.
شهدت الواقعة مدينة دونكاستر، حيث وصلت إلى هواتف 8 آلاف شخص مسجلين في مركز طبي رسالة نصية منه تخبرهم بأنهم مصابون بمرض سرطان الرئة الشديد، وبضرورة توجههم إلى ملء استمارة خاصة بمرض السرطان في المرحلة الأخيرة للاستفادة من المنح الحكومية.
ولحقت بالرسالة أخرى تخبرهم بوقوع خطأ، وأن الرسالة التي تلقوها كان يفترض أنها تهنئة بمناسبة عيد الميلاد.
إلغاء عروض واستبدال أخرى
إلى ذلك، لم تكن الأجواء في العاصمة التشيكية براغ احتفالية، شأنها في ذلك شأن العديد من المدن الأخرى، بسبب الظروف الاقتصادية، وبالتالي فهي لم تنظم عرضًا للألعاب النارية.
وفي هولندا، تسبّب المطر الغزير والرياح القوية في إلغاء عروض الألعاب النارية في مدن رئيسية مثل أمستردام ولاهاي.
وفي كرواتيا، ألغت عشرات المدن، بما في ذلك العاصمة زغرب، عروض الألعاب النارية بعد أن حذّر عشاق الحيوانات الأليفة من الآثار الضارة للضوضاء والغازات على الحيوانات والبشر، ودعوا إلى إقامة المزيد من الاحتفالات المراعية للبيئة.
وكانت وكالة "رويترز" قد تحدثت عن توجه لإقامة عروض بالليزر في مدينة روفيني بدلًا من الألعاب النارية، واستخدام القصاصات الملونة والمؤثرات البصرية والموسيقى في زغرب.
كما أعلنت السلطات في مدينة رييكا الساحلية، توجيه الأموال المخصصة للألعاب النارية إلى جمعيات الرفق بالحيوان.