طنجاوي
في تصرف أثار الكثير من الجدل والاستياء في إسبانيا، أجبر مركز اتصالات موظفيه على مواصلة عملهم رغم وفاة زميلة لهم أثناء عملها في المكتب، وفق ما ذكرته صحيفة "إل باييس"، حيث اتهمت الشركة بمعاملة الموظفين مثل الروبوتات.
ووكانت السيدة، التي تحمل اسم إنما، تبلغ من العمر 57 عاماً، قالت للمشرفين إنها تشعر بتوعك، حوالي منتصف نهار يوم 13 يونيو، أثناء مناوبتها في مركز اتصالات في مدريد تملكه شركة كونيكتا Konecta.
ورغم تلقيها الإسعافات الأولية واستدعاء طاقم إسعاف إلى المكتب، توفيت بنوبة قلبية. وقال زملاؤها للنقابة العمالية CGT إنهم حين سألوا عما ينبغي عليهم فعله، قيل لهم أن "يواصلوا عملهم" في متابعة مكالمات عملاء إحدى شركات الكهرباء.
بينما اتهمت النقابات العمالية في إسبانيا شركة "كونيكتا"، التي تدير 200 مركز اتصال في 24 دولة، بمعاملة الموظفين "مثل الروبوتات". وقال ديفيد سانشيز من نقابة USO: "بعد ما لا يقل عن 45 دقيقة من وفاة السيدة، لم تتخذ الشركة أية إجراءات للسماح للموظفين بمغادرة أو تحويل المكالمات إلى مكان آخر".
كما أضاف سانشيز، المسؤول عن قسم مراكز الاتصالات في نقابة USO: "قدموا خدمة تلقي المكالمات على القيم الإنسانية، ولم تضع الشركة بورتوكولا للتعامل مع هذه الحوادث، وهذا يدل على غياب الإنسانية عن هذا القطاع؛ الشركات تتصور أننا روبوتات، ولسنا بشرا".
قال أيضاً: "الشركة واصلت روتينها المعتاد في وضع غير طبيعي، والكثير من الموظفين كانوا في حالة صدمة".
من جهته، قالت "كونيكتا" في بيان إن الشركة تصرفت بشكل صحيح في حالة الطوارئ التي حدثت. وقال متحدث باسم الشركة في إسبانيا: "الشركة قدمت الدعم للعاملين، فأتاحت لهم إمكانية العمل عن بُعد، ودعمتهم نفسياً".
أضاف المتحدث لصحيفة "ال باييس" الإسبانية أنه "لم يُجبَر أي شخص قريب من الجثة على الاستمرار في العمل"، وأنه اتُخذت الترتيبات اللازمة لعمل الموظفين من المنزل.
وفقا لنقابة CGT، لم يصل مسؤول الصحة والسلامة بالشركة إلى المكتب إلا بعد ساعة تقريباً، وحينها فقط أُخبر الموظفون بإمكانية عملهم عن بُعد. وقال متحدث باسم نقابة CGT: "أما قبل ذلك، فطلب أحد المديرين من الموظفين الاستمرار في العمل لأنهم يقدمون خدمة ضرورية".
إذ قال ميغيل أنخيل ساليناس، مندوب الوقاية من المخاطر في مكان العمل في نقابة CGT، لصحيفة "ال باييس"، إنه وصل إلى المكتب بعد أكثر من ساعتين من حدوث الوفاة. وقال إن 4 عاملين كانوا لا يزالون في الغرفة للرد على المكالمات، وكانت جثة زميلتهم على الأرض ومغطاة، في انتظار وصول قاضٍ لتوثيق وفاتها.