المصطفى المعتصم٭
قال عبد الإله بن كيران “رئيس الحكومة الحالي، في معرض رده عن بعض مظاهر الخلل في الملف الحقوقي بالمغرب”، خلال حواره المصوّر مع موقع “الأول”:
“العدل والإحسان حْتى واحدْ ما حيِّدْ لِهومْ حقهم في الوجود واش بْغاوْ يْوليّو حزب سياسي؟.. نْتوما وسطاء فيه؟.. گولِّيا هاذ الناس فوقاش مشاو گالو بغاو يْوِليوْ حزب سياسي أنا ما عنديش لَخْبار؟”
وعن سؤال حول حزب البديل الحضاري وحزب الأمة أجاب: “البديل الحضاري والأمة كل واحد تعاملت معاه الإدارة بطريقة أو المحكمة لسبب ما… إما تهدروا معايا بالمعقول وإلا خليونا من هاذ الشي…”.
خلاصة الدجل:
هناك تنظيم غير معترف به لأنه لا يريد قبول قواعد اللعبة السياسية وتنظيم غير معترف به بالرغم من قبوله باللعبة السياسية لأن القضاء قال فيه كلمته وتنظيم غير معترف به بالرغم من قبوله بشروط اللعبة لأن الإدارة ولسبب ما تتعامل معه بطريقة ما.
– العدل والإحسان غير معترف بهم لأنهم لا يعترفون بالوضع القائم ويريدون إعادة التأسيس من البداية: تجميع القوى السياسية الوطنية ووضع ميثاق جديد ومجلس دستوري. ثم إنهم لا يرغبون في تأسيس حزب سياسي ، متفرغون لعبادتهم ويخرجون بين الفينة والأخرى لتسخين قواعدهم وتعبئتها.
– حزب الأمة حسم القضاء أمره.
– حزب البديل الحضاري تعاملت معه الإدارة بطريقة ما!!؟
لكن، هل من المعقول يا رئيس حكومة- الأمل الضائع في دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان، دولة الدستور الجديد، دستور ما بعد 20 فبراير 2011 وخطاب التاسع من مارس – أن تتفوهوا بهذا الكلام المتهافت: تعاملت معه الإدارة بطريقة ما!!
نوِّر الرأي العام إن كانت لك الشجاعة الكافية. قل أي إدارة وقل أية حكومة تعاملت مع حزب البديل الحضاري بطريقة ما؟ قولوا لنا في العلن ما تقولونه لنا في السر. هل الإدارة والحكومة التي تقودها هي المسؤولة أم الإدارة والحكومة التي تقول أنها سرية لا تعرف من يقودها ومن أين يأتي قرارها؟ هل هي طريقة اعتمدها وزراء من حكومتك أم من حكومة العفاريت والتماسيح والتحكم كما تسميهم؟
“تهدروا معايا بالمعقول وإلا خليونا من هاذ الشي” (هكذا قال بنكيران للصحفي الذي سأله). هل هذا كلام يصدر من رئيس الحكومة تأسست على قاعدة الدستور الجديد؟
تنعتنا بأننا لسنا “معقول”؟ هل لأننا لم نجرجرك ونجرجر حكومتك ونفضحها أمام الرأي العام الدولي وفي المحافل الدولية ونفضح ممارساتها المبنية على التعامل “بطريقة ما” وليس بالقانون. ألسنا “معقولا” لأننا راعينا الظرفية الحساسة التي تمر بها بلادنا وعولنا على حل مشكلتنا بما يحفظ ماء وجه حكومتك ويرد حقوقنا المغتصبة: الحق في التنظيم وفي المشاركة السياسية.
ليس غريبا أن يسمِّ واحد من المصابين بمرض الإسهال الكلامي المزمن مجموعة من المواطنين بالشيء. نحن لسنا فقط مواطنين يا بن كيران بل وطنيون نحترق على هذا الوطن المنكوب والمبتلى بالدجل وبالدجالين السياسيين. نحن سعينا إلى حل مشكلة حزبنا بكل هدوء واتزان: لجأنا إلى رئيس الحكومة كي يمكننا من قرار حل حزب البديل الحضاري من خلال محضر التسليم كما تقتضي بذلك القوانين حتى نلجأ إلى القضاء فتعامل معنا “بطريقة ما”. ثم لجأنا إلى المجلس الوطني لحقوق الإنسان لنرفع إليه مظلمتنا فلم نحصل إلى اليوم حتى على الحق في التسجيل في اللوائح الانتخابية. قال لنا أتباعك أن الأمر أكبر من بنكيران، إنه في يد الدولة العميقة وفي يد المحيط الملكي فلجأنا إلى الملك طالبين تحكيمه ولا زلنا ننتظر جواب القصر.
وحيث إن الشيء من الشيء يُذكر فإني أذكرك يا بن كيران أن “الشيء” يُصنع وأنت تعرف من صُنِع يوما ما على يد البصري ولمدغري وبضمانة عفاريت وتماسيح ذلك الزمن الذي ولى.
٭أمين عام حزب البديل الحضاري الممنوع بطريقة ما.