طنجاوي- حمزة الرابحي
أكد أساتذة وبرلمانيون حدوث أزمة تهدد قطاع التعليم بالمغرب، ما تسبب في حالة احتقان غير مسبوق بات يهدد بشبح سنة بيضاء وينذر باستمرار الهدر المدرسي.
وقال متدخلون في ندوة حول مسار إصلاح التعليم بالمغرب، والتي نظمتها الشبيبة التجمعية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، أمس الجمعة بمقر الحزب بطنجة، إن الرفع من أجور الأساتذة أمر ضروري لمواكبة الإصلاحات التي ترغب وزارة التربية الوطنية في تنزيلها.
إشكاليات متراكمة
واعتبر الحسين بن الطيب النائب البرلماني المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار عن دائرة طنجة أصيلة، إشكاليات قطاع التعليم متراكمة منذ عقود، قبل أن تتزايد مع رغبة الحكومة الحالية في إصلاح بعض الملفات المهمة، وإن كان ذلك لا يمنع من التأكيد على مساندته لحقوق المهنيين في الرفع من مستواهم الاجتماعي.
وقال بن الطيب إن القوانين والتشريعات المنظمة للقطاع وجب أن تشهد إصلاحا جذريا على غرار مرسوم النظام الأساسي الذي لم تحسم الحكومة في بنوده وتركت باب الحوار مع النقابات والتنسيقيات التعليمية.
وعلى نفس المنوال أكدت زينب السيمو برلمانية حزب الأحرار عن مساندتها لنضالات الأساتذة، معتبرة إصلاح التعليم قضية وطنية تحتاج لإنكار الذات والرفع من جودته رغم الظروف الاقتصادية الصعبة.
وقالت السيمو إن النظام الأساسي يتضمن تصورات سترفع من جودة المدرسة العمومية إن تم التوافق على نظام أساسي يحفظ حقوق الجميع ويضمن للمغاربة منظومة دراسية جيدة.
أساتذة غاضبون
ولم يخل اللقاء من انتقادات صريحة الحكومة بعد إصرار مكوناتها على تنزيل هذا النظام الأساسي الذي سيكلف مليارات الدراهم من ميزانية الدولة، وتساءل أساتذة عن مكانة الأساتذة من هذا النظام بعدما تم إثقال كاهلهم باختصاصات جديدة لم تواكبها إجراءات تتضمن الزيادة في الأجور.
وقال متدخلون إن مهنة التعليم بلغت الحضيض وصار الأستاذ هو الحلقة الأضعف فيها، إذ صاروا هم من يقتنون بعض الوسائل اللوجستية، ويتحملون مسؤولية تراكمات البرامج غير الناجعة، مؤكدين أن فرض هذا النظام الأساسي دون إشراك لمقترحات المهنيين أمر مرفوض.
من يحمي التلاميذ؟
ولم يجد حسن عبو رئيس فيدرالية جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالمغرب حرجا في تحميل الأساتذة نصيبا من المسؤولية في الهدر المدرسي الذي تضرر منه الملايين من التلاميذ، بعدما شرع الأساتذة في تنفيذ إضرابات غير مسبوقة بالمملكة.
وقال رئيس فيدرالية جمعيات أولياء التلاميذ الذي يشغل كذلك عضوية المجلس الأعلى للتربية والتكوين، إنه يتفهم غضب الأساتذة وسعيهم لتحسين ظروف عملهم، غير أنه لا يستوعب عدم اهتمامهم بتلاميذهم الذين حرموا من حصصهم الدراسية بشكل تام.
وطالب كذلك بالإسراع في فتح حوار يكفل للتلاميذ العودة لفصولهم الدراسية، مؤكدا أنه لمس جدية شكيب بنموسى وأحس بنفسه يجالس مسؤولا حقيقيا للمرة الأولى منذ تحمله مسؤولية رئاسة الفيدرالية.
ويواصل الأساتذة إضرابهم للأسبوع الرابع على التوالي احتجاجا على بنود النظام الأساسي المجحفة في حقهم والتي تسببت في الرفع من ساعات الهدر المدرسي ما يهدد بشبح سنة بيضاء لجميع تلاميذ المملكة.