أخر الأخبار

قطاع السيارات..المغرب بطل عالمي في اليد العاملة من حيث التكلفة

طنجاوي

 

 أظهر الرسم البياني الذي أعدته شركة أوليفر وايمان ونشره موقع "لو ديسك" رقما مذهلا يقول الكثير عن الخريطة العالمية الجديدة للسيارات.

 

  وكشفت منصة اوليفر أن المغرب يوفر أدنى تكلفة للعمالة لكل مركبة في صناعة السيارات في عام 2024: أي بـ 106 دولارات فقط، متقدما كثيرا على منافسيه المباشرين مثل المكسيك (273 دولارا) وتركيا (414 دولارا) والصين (597 دولارا).

 

ويعد هذا الأداء ملحوظا بشكل خاص لأنه مصحوب بزيادة مذهلة بنسبة 29% في إنتاج السيارات بين عامي 2019 و2024، في حين تشهد معظم الدول الأوروبية انخفاضات تصل إلى -36%.

 

و تمكن المغرب بفضل موقعه الجغرافي ومناطقه الصناعية الحرة واتفاقيات التجارة الحرة واستقراره السياسي النسبي من استقطاب كبار المصنعين العالميين. وقد استثمرت شركات رينو وستيلانتس وبي واي دي بشكل كبير في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة. ولكن الأهم من ذلك كله هو انخفاض تكاليف العمالة، وهو ما يجعل المملكة بطلة في مجال القدرة التنافسية.

 

بالنسبة لكل سيارة يتم تجميعها، تبلغ تكاليف العمالة 106 دولارًا فقط. وللمقارنة، يصل هذا المبلغ إلى 3307 دولارات في ألمانيا، و2333 دولارا في المملكة المتحدة، و2067 دولارا في إيطاليا. حتى أن الولايات المتحدة تتفوق على المغرب بكثير، بتكلفة تصل إلى 1341 دولاراً لكل مركبة.

 

ويكشف الرسم البياني التوضيحي عن إعادة تشكيل واضحة للصناعة العالمية. والدول التي يتراجع فيها الإنتاج أكثر من غيرها هي أيضا تلك التي ترتفع فيها تكاليف العمالة: فرنسا (-36%)، وإيطاليا (-34%)، والمملكة المتحدة (-31%)، وألمانيا (-13%).

 

ومن ناحية أخرى، فإن الزيادات في الإنتاج ملحوظة حيث تكون التكاليف منخفضة: المغرب (+29%)، المكسيك (+11%)، تركيا (+4%). ويؤكد هذا التحول تأثير إعادة التوطين الهيكلي نحو البلدان منخفضة التكلفة، والتي غالباً ما توصف بأنها "منصات التجميع".

 

السؤال المطروح الآن هو: هل يستطيع المغرب تحويل هذه الميزة النسبية إلى نقلة حقيقية نحو الرقي؟ ورغم أن الأجور المنخفضة تجذب صناعة التجميع، فإنها لا تضمن تنمية المهارات على المدى الطويل أو خلق القيمة المحلية. ولا يزال الاعتماد على المقاولين الأجانب الكبار قويا، ولا يزال التكامل التكنولوجي ضعيفا.

 

باختصار، لقد فاز المغرب بمعركة التكلفة، لكن معركة الابتكار والسيادة الصناعية لا تزال قائمة.

 

هل تصبح أفريقيا إلدورادو السيارات المستقبلية؟

 

في الوقت الذي تفقد فيه أوروبا قوتها، تفرض شمال أفريقيا نفسها كمركز استراتيجي للسيارات. وبالإضافة إلى المغرب، بدأت دول مثل مصر والجزائر بدأت في التحرك. لأن الطلب المحلي المتزايد واتفاقيات التجارة القارية الأفريقية(ZLECAf) وطموحات التنقل بعد كوفيد-19 قد تجعل القارة ساحة اللعب الكبيرة التالية للمصنعين. و اليوم لا نزال بحاجة إلى التفكير في مرحلة ما بعد التجميع: البحث، والهندسة، والتدريب، وقبل كل شيء...خلق سلاسل ذات قيمة متكاملة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@