طنجاوي
أظهرت بيانات المعهد الإسباني للاحتياطات الإستراتيجية للبترول (Cores)، أن المغرب تصدر في يونيو الماضي قائمة مستوردي الغاز من إسبانيا، بحجم بلغ 858 غيغاواط/ساعة، أي ما يعادل 35,5% من إجمالي صادرات مدريد من هذه المادة، وفقا لما أوردته صحيفة لاراثون الإسبانية.
وهذا التطور يعكس بوضوح التحول الكبير في خريطة الطاقة بالمنطقة، حيث فشلت رهانات الجزائر على إضعاف المغرب عبر وقف أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي منذ 2021.
فرغم قرارها، وجد المغرب في إسبانيا شريكا استراتيجيا أعاد عبره تشغيل الأنبوب نفسه بشكل عكسي، ليستورد الغاز من الأسواق الدولية بعد أن تعاقدت مدريد على توريده.
ويشير خبراء إلى أن المفارقة تكمن في أن ارتفاع صادرات الجزائر إلى إسبانيا يقابله في الوقت نفسه ارتفاع إعادة تصدير الغاز الإسباني نحو المغرب، ما حول خطوة الجزائر إلى ورقة ضغط لم تأتِ بنتائجها.
في المقابل، استثمر المغرب هذه التطورات لتعزيز سيادته الطاقية، عبر توسيع مشاريع التنقيب عن الغاز داخل أراضيه، وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة كخيار استراتيجي بعيد المدى، ما جعل الرباط تتحول من متضرر محتمل إلى لاعب يفرض حضوره في معادلة الطاقة الإقليمية.