أخر الأخبار

كويمن يكتب: زيارة الصحة وصحة الزيارة

محمد كويمن

هل كان مستشفى محمد الخامس في حاجة فقط إلى زيارة الوالي؟، وكيف لم ينتبه وزير الصحة إلى هذا الحل؟، ولعل الزيارة قد تنفع صاحبها وتنفع الناس أيضا، وهكذا في ظرف وجيز، قدم الوالي حلولا لمجموعة من المشاكل التنظيمية بالمستشفى، ولم يعد للراغبين في الاستشفاء العمومي أي مشكل مع الانتظار (طبعا يوم الزيارة)، فقط يكفي أن تجد في طريقك الوالي لتجد فرصتك سريعا في العلاج الفوري، وحتى بدون وصفة طبية، وقد تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خبر زيارة الوالي للمستشفى، وكأن الأمر يتعلق بالفتح المبين، بعدما عم الفرح والسرور احتفالا بهذا الإنجاز العظيم، حين انتظر سكان المدينة طويلا مثل هذه الزيارة، بل كانوا يطالبون بزيارة ملكية للمستشفى، لكن مع الصدى الذي خلفته زيارة الوالي، فإن قدوم الملك ربما كان سيجعل من المستشفى عبارة عن إقامة سياحية، وتضطر معه إدارة المستشفى إلى الاستعانة بالشرطة من أجل التعجيل بإحضار كل الراغبين في إجراء العمليات الجراحية، الذين كانوا قد استسلموا وسلموا مواعيدهم لورثتهم، في الوقت الذي ظلت فيه مندوبية الصحة تكرر نفس الأسطوانة حول حاجتها إلى الموارد البشرية والتجهيزات لمواجهة المعيقات، التي تحول دون إنعاش قطاع الصحة العمومية بالمدينة، ولا حياة لمن تنادي، كما لا أمل في فرض الالتزام بالمسؤولية، ولو من باب أضعف الإيمان..

جميل أن يزور الوالي مستشفى محمد الخامس، ويكلف أعوانه بمتابعة عدد من المشاكل المطروحة، التي تهم المواطنين الطامعين في استعادة صحتهم على حساب الدولة ولو بأقل تكلفة، والأجمل أن نجد حلولا سريعة لبعض النواقص، التي ظلت في عداد ثامن المستحيلات، وليس سابعها، أمام غياب الدعم وعجز الوزارة الوصية عن الاستجابة لوابل من المراسلات، التي تتوصل بها، دون جدوى في تحقيق كافة المطالب، ولو كانت بسيطة، لأسباب لا داعي لذكرها، كما يقال، قبل أن يتأكد بأنه من الواجب ذكرها في كل مرة وحين، بل من المفروض الإلحاح بتوفيرها، حين أضعنا الكثير من الوقت، واكتشفنا في نهاية المطاف أننا كنا في حاجة فقط إلى الزيارة..

وكم من مؤسسة وإدارة عمومية تحتاج إلى زيارة الوالي؟، وهل الوالي وحده يملك الحلول ويحقق الأمنيات؟، وهل مثل هذه المبادرات ستكرس الإصلاح الجدري أم ستنعكس فقط خلال أيام الباكور السبعة؟، وفي كل مرةيجب ترديد "زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة"، وجعل الزيارة "صحة" من أجل الصحة.

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@