أخر الأخبار

رسالة مفتوحة إلى السيد والي أمن طنجة

محمد العمراني

السيد مولود أوخويا، والي أمن طنجة، المحترم،

لم يسبق أن كان هناك إجماع على تردي الوضع الأمني بمدينة طنجة مثلما هو عليه اليوم...

هل تعلم أن الإجرام بعروس الشمال قد استفحل بشكل غير مسبوق؟...

ساكنة المدينة لم تعد تشعر بالطمأنينة، بسبب التزايد المهول لجرائم السرقة، والنشل، والسطو باستعمال الأسلحة البيضاء في جميع أرجاء المدينة...

حتى البولفار أصبح فضاء مفضلا لمحترفي السرقة والنشل، يمارسون فيه أنشطتهم الإجرامية في حرية تامة...

النساء والفتيات لم يعدن قادرات على التجول بأمان، خوفا من تعرضهن للسرقة، والاختطاف، والاغتصاب...

شباب جانحون يستعرضون أسلحتهم البيضاء مثلما يستعرضون لعب عاشوراء...

هل تعتبر ما وقع يوم الخميس المنصرم بساحة الروداني أمرا طبيعيا؟..

ما التوصيف الذي يجب أن نطلقه على شجار بالأسلحة البيضاء، في قلب ساحة التي لا تبعد بأكثر من 500 متر على مقر ولاية أمن المدينة، في غياب تام لأي تواجد أمني؟؟..

ألا يعتبر ذلك فضيحة بكل المقاييس؟..

العصابات المتخصصة في تصفية الحسابات بين تجار المخدرات صارت تتجول في المدينة بشكل استعراضي، وصارت تنفذ عملياتها  تحت الطلب، وفي واضحة النهار، وهي مطمئنة إلى أن يد الأمن لن تطالها...

ظاهرة ترويج المخدرات الصلبة في مختلف أحياء المدينة، استفحلت بشكل يثير الكثير من علامات الاستفهام لدى المواطنين، الذين  لطالما قدموا شكاياتهم للمصالح التابعة لكم، لكن مصيرها كان هو سلة المهملات...

هل تعلم السيد والي الأمن أن مقاهي الشيشة قد تناسلت بشكل كبير منذ تحملكم مسؤولية أمن المدينة؟

قد يقول قائل أنكم لستم من يرخص لها...

لكن الجميع يعرف أن هاته المقاهي تحولت إلى أوكار لممارسة الفساد، ولتعاطي المخدرات، وأن أغلب مرتاديها من القاصرات والقاصرين، ومسؤوليتكم ثابتة فيما يخص مراقبة الأماكن والفضاءات العمومية...

هل تعلم السيد والي أمن طنجة أن المدينة تعرف فوضى عارمة في حركية السير والجولان، وأن مافيا النقل السري، ونقل العمال تعيث في المدينة فسادا، ولولا التساهل الغريب مع هاته المافيا لما ذهب الراحل رشيد شختونة ضحية عربدة سائق يعتبر نفسه فوق القانون، ومطمئن إلى أن هناك جهات ما توفر له الحماية...

هل تعلم السيد الوالي أن لوبي الملاهي والعلب الليلية أصبح يفرض قانونه على الجميع؟

ما معنى أن تظل ابواب العلب مفتوحة حتى السادسة والسابعة صباحا؟

لماذا يتم تجاهل شكايات المواطنين المتضررين من صخب هاتي الملاهي والعلب، ومن عربدة مرتاديها؟

يكفي التجول في كورنيش المدينة صباحا لتقفوا على هاته الفضائح، التي لا تشرف مدينة يراهن عليها ملك البلاد لتكون نموذجا في جودة الحياة، وإلا ما قيمة هاته الملايير التي تصرف لتهيئة المدينة في ظل انعدام الأمن؟...

ما الذي يمنعكم سيدي الوالي من إعمال الحزم والصرامة في التعاطي مع الفضاءات العمومية؟...

ما المانع من تشديد المراقبة على مقاهي الشيشة؟...

ما المانع من إجبار الملاهي والعلب الليلية على احترام التوقيت القانوني؟...

ما الذي يحول دون توقيف تجار القرقوبي والهيروين،الذين يفتكون بأرواح شباب هاته المدينة، علما أن السكان يعرفونهم واحدا واحدا، لكن مع الأسف يتم الاكتفاء بتوقيف المستهلكين، وصغار الباعة بالتقسيط...

ما الذي يمنعكم من تشديد الخناق على مافيا النقل السري، ووضع حد لعربدة لوبي نقل العمال؟

هل كان عليكم انتظار وفاة الراحل رشيد حتى تشرعون في تطبيق القانون؟

طنجة اليوم تسير بسرعتين متناقضتين:

الأولى تتجه بالمدينة نحو مصاف الحواضر العالمية على مستوى تأهيل البنيات التحتية...

والثانية تجر المدينة نحو الوراء، حيث الجريمة، والفوضى، و السيبة...

رجاء سيدي الوالي...

طنجة لا تستحق هاته السيبة، وساكنتها وزوارها يستحقون أن ينعموا فيها بالأمن والطمأنينة....

أملي أن تكون الرسالة قد و صلت....

 

 

 

 

 

الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي 'tanjaoui.ma'

تعليقات الزوّار (0)



أضف تعليقك



من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم.

أخر المستجدات

تابعنا على فيسبوك

النشرة البريدية

توصل بجديدنا عبر البريد الإلكتروني

@