طنجاوي - يوسف الحايك
كما كان متوقعا، أعلن رمطان لعمامرة، وزير الخارجية الجزائري قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المملكة المغربية.
حقد وتصدير أزمة
خطوة رعناء، تعري بشكل واضح عن حالة التخبط التي يعيشها نظام الجنرالات الجاثم على أنفاس الشعب الجزائري، منذ عقود والذي لا يتوانى في التعبير عن حقده الدفين منذ ستينيات القرن الماضي.
فضلا عن ذلك، يشكل هذا القرار في تصدير أزماته الداخلية التي لا تبتدئ بالحراك الشعبي المتنامي ضد النظام العسكري، ولا تنتهي عند أزمة الحرائق التي اجتاحت منطقة القبائل المطالبة بالانفصال عن الجزائر، وبشاعة مقتل الشاب جمال بن اسماعيل وأصابع الاتهام الموجهة للمخابرات الجزائرية بالضلوع فيها.
كما أن هذا التحرك الجزائري يشكل محاولة يائسة لتحويل النقاش العام في البلاد في ظل حالة الغليان والتطاحن بين أطياف الشعب الجزائري من عرب وأمازيغ وغيرهم.
وفي هذا الصدد، فإن هذا الموقف هو أيضا محاولة للتغطية على الفشل الذريع للنظام في تطويق تفشي جائحة فيروس كورونا، والذي زادتها أزمة الأوكسجين تعقيدا، بسبب ارتفاع حالات الوفيات.
مؤشرات
ولم يكن القرار الجزائري بالمفاجئ بالنسبة للمغرب، لاسيما بعد إقدام الجارة الشرقية للمملكة على استدعاء سفيرها في الرباط للتشاور على خلفية إعلان سفير المغرب لدى الأمم المتحدة دعم "الماك". والذي جاء ردّاً على إثارة وزير الخارجية الجزائري رمطان العمامرة قضية الصحراء المغربية في اجتماع لحركة عدم الانحياز.
الصحراء المغربية.. فشل ذريع
وسياسيا، يكشف اتخاذ النظام الجزائري لهذا القرار الأحادي والعدائي إزاء المغرب هزيمة الجارة الشرقية في وفشلها الذريع في مساعيها المعادية لقضية الصحراء المغربية.
خلفيات
وفي هذا السياق، اعتبر نوفل البعمري، المحامي، والباحث في ملف قضية الصحراء أن الأسباب التي قدمها وزير الخارجية الجزائري في معرض تبريره للقرار تؤكد أن النظام الجزائري "ظل طرفا في نزاع الصحراء، طرفا أساسيا وليس ثانوي".
وقال البعمري في تدوينة له بهذا الخصوص إن "ما أفاد به لعمامرة هو الحقيقة، حقيقة خلفيات التصعيد الجزائري مع المغرب، وهو تصعيد مرتبط اساسا بقضية الصحراء وما استهداف لعمامرة للحكم الذاتي إلا إشارة مباشرة على كون مشكلة النظام الجزائري هي قائمة مع التجاوب الدولي الداعم الكبير للمبادرة المغربية، خاصة مع فشل لعمامرة الذي كان يعول عليه لخلق ميزان دبلوماسي لصالح نظامه وهو ما فشل فيه كما فشل فيه من سبقوه".
وذكّرَ البعمري بأن قطع الجزائر علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب يأتي بعد يوم من التجاوب الإيجابي الكبير لدى مختلف الأوساط الإسبانية السياسية والإعلامية مع خطاب ثورة الملك والشعب.
ورأى أن قرار الجزائر يعد "محاولة يائسة من هذا النظام من أجل التشويش على هذا التقارب الجديد الذي يعد مؤشرا على فتح حوار جديد، وبدون طابو كما أسماه وزير الخارجية الاسباني".
واستحضر البعمري ما عبر عنه وزير الخارجية الاسباني من استعداد بلاده لمناقشة قضية الصحراء مع المغرب بشكل مفتوح، "وهو ما اعتبرته الكثير من الأوساط المراقبة مؤشرا على قرب تغير الموقف الاسباني اتجاه الصحراء،و هو ما سبقه نظام شنقريحة بهذا القرار الذي كان منتظرا".