طنجاوي- بقلم: عبد العزيز حيون
لا يعقل أن لا يحرز مدرب أبطال العالم، المنتخب الوطني للشباب، محمد وهبي على جائزة أحسن مدرب في إفريقيا، وهو الذي مع أشباله أحرز كأس العالم بالشيلي أمام منتخبات عالمية الكل كان يرشحها لنيل مونديال "أو-20".
نعم، أحرزنا نحن المغاربة على جوائز عدة ،احسن لاعبة افريقية واعدة وأحسن لاعبة افريقية واحسن حارس المرمى وأحسن لاعب أفريقي للسنة وأحسن منتخب أفريقي، وهي تتويجات نستحقها بكل جدارة واستحقاق بفضل الإنجازات التي تحققت والعالم شاهد عليها بكل افتخار.
لكن ظلمنا نحن المغاربة في عدم تتويج مدرب منتخب الشبان محمد وهبي، الهادئ /العبقري/المربي، ليس لكونه أحسن مدرب أفريقي بل لأنه احسن مدرب على الصعيد العالمي وبطل العالم ،نعم بطل العالم، وهو قاهر منتخبات عالمية مرجعية في خريطة كرة القدم العالمية، الأرجنتين وفرنسا وإسبانيا والبرازيل وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
وبدرجة ثانية، كان على الكاف أن تتوج بجائزة أحسن مدرب الناخب الوطني وليد الركراكي، المدرب الذي يتحدث عنه مساره التدريبي منذ كأس العالم بقطر سنة 2022، وتتحدث عنه المرتبة التي يحتلها المنتخب المغربي متربعا على المرتبة 11 وحقق انتصارات متتالية غير مسبوقة، لم يسجل أن بلغها أي منتخب أفريقي على الإطلاق.
أن يتأهل فريق إلى كأس العالم لأول مرة كما هو حال "الرأس الأخضر" هو إنجاز للبلد المعني وليس هو الإنجاز الذي يجب أن تفتخر به القارة برمتها، فنحن المغرب تأهلنا للمونديال يوم كان لا يمنح للقارة الأفريقية سوى مقعد وحيد.
نعم فزنا أمس الأربعاء بجوائز عديدة ليس منا ولا "صدقة"، بل لأننا نستحقها ونشرف بها أفريقيا برمتها دوليا ،حتى أصبح المغرب ،بفضل الجهود التي قمنا بها جميعا من أعلى هرم البلاد إلى أدناه، نموذجا يجب أن يحتذى به، لأننا فعلا نشرف القارة السمراء ونمثل لها علامة فارقة تثير اهتمام العالم برمته وتحقق عبرنا الانطلاقة الكروية النوعية التي تصبح إليها.
محمد وهبي ظلم بسبب اختيار تصويت الكاف، وهو الذي رفع راية الكرة الإفريقية عاليا، والذي قد ينال جائزة أحسن مدرب عالمي في فئة الشبان على الأقل، وهو الذي أبدع تكتيكيا في مواجهة أعتد المنتخبات بدون مركب نقص، وكان بحق مفخرة لكل المدربين الأفارقة.
وأثبت للعالم أن المدرب المغربي والأفريقي لا يقل شأنا عن كل مدربي العالم على اختلاف جنسياتهم، وقدم للعالم لاعبين متألقين ولهم مستقبل باهر.
نعم، محمد وهبي ووليد الركراكي رفعا رأس وشرفا ليس فقط المدرب الأفريقي وإنما كرة القدم الأفريقية التي بدأت ،بفضل الإنجازات المغربية بالأساس، تعزز حضورها الدولي وتثير اهتمام العالم أكثر، ما قد يمنحها مقاعد أكثر في المحافل الدولية.
فرحنا للجوائز التي حصل عليها المغرب والمغاربة ،وفرحنا للجوائز الفردية والجماعية بعد سنة حافلة بالإنجازات، وبعد سنة تحدث العالم، ماشاء الله، عن كرة القدم المغربية وعن لاعبينا المتفوقين في ملاعب العالم وفي البطولات الكبيرة بدون استثناء.
لكن، أنا شخصيا حزنت ،ومثلي الملايين من المغاربة بكل تأكيد، لعدم حصول المدربين المغربيين، محمد وهبي بدرجة أولى ووليد الركراكي، على جوائز الاستحقاق، كما ظلمنا حين لم يحصل أشرف حكيمي على جائزة السنة الماضية كأحسن لاعب أفريقي وعلى جائزة أحسن لاعب على الصعيد العالمي لحسابات لا نعيها تماما وبدون أدنى شك كانت ظالمة.
كرة القدم الأفريقية، مرة أخرى أخطأت الموعد مع الكرة المغربية ورجالاتها بعدم تكريم مدربين متألقين، أحب من أحب وكره من كره، ومدربين تتحدث وتحدثت عنهما صحافة العالم كل يوم تقريبا... كما يحدث عنهما بانبهار العارفون بالكرة ،الذين تقييمهم، واختياراتهم لا تخضع لمنطق الحسابات "الفلكية".